المحتوى
Toggleمقدمة : الزي التقليدي في ليبيا
الزي التقليدي في ليبيا يعكس تاريخًا طويلًا وثقافة غنية تتنوع بتنوع المناطق والقبائل في ليبيا. يتميز هذا الزي بتفاصيله الدقيقة وألوانه الزاهية التي تعبر عن الهوية الليبية الأصيلة. من الجلابية البيضاء التي يرتديها الرجال إلى الفساتين المطرزة التي ترتديها النساء، فإن الزي التقليدي الليبي يعكس التراث العريق والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال. في هذا المقال، سنعرض أبرز ملامح الزي التقليدي الليبي، ونكشف كيف يعكس هذا الزي الفريد الهوية الثقافية والتاريخية للشعب الليبي.
أولاً: الأزياء الليبية التقليدية المشهورة
إن الزي التقليدي في ليبيا يتميز بالبدلة العربي التي تتكون من الزبون، والفرملة، والسورية، والطاقية. ويقوم الشيوخ أو الكبار في السن بإضافة الجرد كما يمكن لفرسان ارتداؤه في مسابقات الخيل. بشكل عام، يتم ارتداء هذه البدلة في المناسبات السعيدة والأفراح.
كما أن في ليبيا يعتزون بزيهم البدوي التراثي، الذي خصصوا له عيدًا قوميًا في شهر مارس من كل عام. يحتفل الليبيون بلباسهم الوطني التقليدي بألوانه وطرق ارتدائه المتنوعة، من خلال مهرجانات وعروض في المدارس ورياض الأطفال والجامعات في مختلف مناطق البلاد، حيث يتجمعون في ساحة الشهداء بالعاصمة طرابلس للتعبير عن اعتزازهم بهويتهم وتراثهم.
ثانيا: الزي الليبي للرجال
سنتحدث عن بعض قطع البدلة الليبية بالتفاصيل:
:1- الزبون (Al-Zoboun)
- وهو سُترة (جاكيت) يُلبس فوق القميص، بأكمام طويلة مُطرزة حتى نهايتها.
2- السورية(Al-Soureya) :
- هو القميص الذي يتم ارتداؤه أسفل الزبون وعادةً يكون مصبوغ بلون واحد وبدون أكمام.
3- غطاء الرأس المعروف بـ”الشنة” في شرق البلاد أو “الكبوس” في غربها:
ويتم ارتداؤه للزينة وإضفاء الهيبة فوق الزبون إضافة للطاقية والتي تكون إما سوداء أو حمراء اللون.
4- الفرملة (Farmala):
- هي جزء من الزي التقليدي الليبي، وهي قطعة من الملابس تُرتدى تحت الزبون (الجاكيت). تُزين الفرملة عادةً بخيوط “الخرج” وتُطرز بأزرار وزخارف جميلة من الجهة الأمامية وحول العنق.
- ويوجد أيضًا السروال الواسع الذي يميز الليبيين ويسهل حركتهم وركوب الخيل.
5- الجرد (Al-Jird)
- : المعروف أيضًا ب(الحولي) هو قطعة قماش كبيرة تُنسج من صوف الغنم أو وبر الإبل، يرتبط هذا الزي بفترة الجهاد الليبي، حيث اعتقل وأعدم رمز الجهاد الليبي عمر المختار وهو يرتدي هذا الزي. وغالبًا ما يكون أبيض اللون أو مصبوغًا باللون البني بدرجاته المختلفة. يستغرق نسج الجرد يدويًا عدة أشهر.
أنواع الجرد:
1- جرد أبيض: مصنوع من الصوف الأبيض الثقيل، يُلبس في الشتاء، تزين أطرافه رقيمات صغيرة، ويُستخدم في الأيام العادية والأفراح والمآتم.
2- جرد بُني: مصنوعة من الصوف البني الثقيل، تُلبس في الشتاء، بدون حواشي زخرفية، ولكن في حافتيها خطان أبيضان. لا تُلبس في الأفراح أو المآتم.
3- جرد أحمر: مشابهة للعباءة البنية، لكن البعض يتشائم من صناعتها ولبسها.
تشتهر بعض المناطق في ليبيا بحياكة الجرد، مثل الجرد الجبالي الذي يُحاك في الجبل وفي نالوت من الصوف المغزول محلياً، وكان هذا النوع أكثر الأنواع بياضاً في ليبيا.
العبى الجبالية، وهي من النوع الثقيل، كانت تُصنع من الصوف المغزول محلياً بواسطة الأنوال العمودية، وكانت النساء يقمن بحياكتها خاصة في منطقة مصراتة.
- طرق ارتداؤه: يلبس الرجال الجرد بطرق متعددة، وكل شخص له حرية اختيار طريقة لبسه لجرده بما يناسبه، مع مراعاة الأحوال الجوية. في الظروف العادية، يقضي الرجال وقتاً طويلاً في تنظيمها وتعديلها ووضعها على الرأس أو الكتف. يُلف الجرد على أغلب أطراف الجسد بتمرير أحد أطرافه من تحت الإبط ليلتقي بالطرف المتدلي على الكتف وربطه على الصدر من الجهة اليسرى، وتُسمى هذه الربطة بالتكمية.
يرجع أصل هذا الزي إلى عصور قديمة، ويتشابه مع الزي الذي كان يرتديه نبلاء روما. في جبل نفوسة، يستخدم الرجل عباءته في السفر كلباس، وفراش، وغطاء، وقد يستعمل جرده كحبل لسحب الماء من الآبار.
تسمية الجرد تعود إلى العباءات التي تظهر عليها علامات القِدم كانتهاء فرائها (من الفعل (يجرد) أي أصبح مجرداً من وبر الصوف)
ثالثاً: الزي الليبي النسائي
أما الزي التقليدي في ليبيا للمرأة، فيتميز بتنوع أشكاله وألوانه ومسمياته، مثل الفراشية (هي قطعة ملابس تقليدية بيضاء فقط تُرتدى في المناطق الجبلية والصحراوية (والرداء، والسورية، والقمجة (قميص مطرز يتم ارتداؤه مع الرداء الحريري، ويتميز بتطريزات جميلة على الأكمام والجزء الأمامي. ويكون عادة مصحوبًا بحُلي من الذهب والفضة).
1- المقنى(Al-Maqna) :
لا تستعمله إلا الفتاة المقبلة على الزواج كعلامة اجتماعية فارقة، ويُصنع بعباءة بنية قاتمة وليست بيضاء.
2- الرداء:
هو قطعة قماش طويلة يصل طولها إلى أربعة أمتار وعرضها حوالي متر ونصف. يتم ارتداؤه بطرق مختلفة حسب المناسبة، ويتميز بألوانه الزاهية وزخارفه المتنوعة. فهناك الرداء اليومي البسيط، ويوجد رداء الحرير الفخم الذي يتم ارتداؤه في المناسبات الخاصة.
3- العبروق (Al-Abrouk):
هو غطاء للرأس يُلف حول الرقبة، ويبلغ طوله حوالي أربعة أمتار وعرضه 65 سم. لا يزال يُصنع يدويًا في بعض المناطق. كما أنه يوجد بدلة بنفس المسمى يتم ارتداؤها في المناسبات السعيدة، وتكون مليئة بالحُلي الفضية.
4- البدلة الصغيرة:
ترتديها النساء الليبيات المتزوجات في المناسبات السعيدة مثل الأعراس أو أسابيع الولادة، وهي بدلة مميزة بالحُلى الذهبية أو الفضية ويتم ارتداء الرقبة، والفرملة والمريول، والقمجة، والردا، والتستمال، وبالطبع معها مروحة اليد للطقس الحار.
5- الزي الليبي الشرقاوي:
تلبس العروس هذا الرداء المُطعّم بالفضة في يوم التصنديرة (هو ثاني يوم بعد الزفاف) لتستقبل به أهلها وتعطي بعض المال أو الحلوى للصغار. يتميز هذا الزي بالحُلي الذهبية والتاج ويتم ارتداء مريول أبيض، وأحرام، والسورية المطرزة، والمرقة (الرقبة)، والكردية المطرزة بالفضة والأحجار.
رابعا: الأقمشة المستخدمة في الزي الليبي
بالنسبة لأنواع الأقمشة المُستخدمة في االزي التقليدي في ليبيا، هناك قماش يُسمى “الالاجة” يُستخدم لصناعة فرامل كبار السن، وقماش “قابردي” الأكثر استخدامًا. أما خيوط التطريز، فيُستخدم خيوط الخرج والقيطان، ويتم تحسينه باستخدام قماش “برونتو” الإيطالي المشابه لأقمشة البدل الرجالية. يحرص غالبية الليبيين على ارتداء ملابسهم التقليدية في المناسبات الاجتماعية والوطنية والدينية المختلفة، حيث تعبر نوعية الملابس وطريقة ارتدائها عن نوعية وحجم المناسبة.
في الختام، يُعتبر الزي التقليدي في ليبيا رمزاً غنياً يعكس تاريخ وثقافة الشعب الليبي. من خلال تفاصيله الدقيقة وزخارفه الجميلة، يُعبر الزي عن الهوية الوطنية والفخر بالتراث. إن الحفاظ على هذا الزي وتوارثه عبر الأجيال ليس مجرد حفاظ على قطعة من القماش، بل هو حفاظ على قصة أمة وتاريخها العريق. في عالم يتجه نحو العولمة، يبقى الزي التقليدي في ليبيا شاهداً على الأصالة والتنوع الثقافي، ويعزز من شعور الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية.